يتوجه سعيد ناشد بهذا الكتاب إلى المسلم الحائر إزاء الظروف الصعبة التي يعيشها ماديا وروحيا… ظروف ناتجة عن هيمنة خطاب دیني يقوم على أفكار الخوف والتخويف من عذاب الله، ومن عذاب القبر، ومن أهوال القيامة، ومن کید النساء، والطاغوت. خطاب يقوم على منطق الطاعة، وأن السلف أفضل من الخلف، والمسلم أفضل من الذمي، والحاكم أفضل من الرعية… خطاب يركّز على مفاهیم: دار الحرب ودار الإسلام، الولاء والبراء، التدافع، الاحتراب، الغنيمة، السبي …
يعتبر ناشيد أننا لكي نواجه أسباب تخلفنا يجب أن تكون لنا الجرأة على مواجهة ورفض هذا الخطاب، كما رفض الجرائم التي اقترفت ولا تزال تقترف باسم الإسلام:
“لكي تحفظوا دینكم، عليكم العمل على تحرير الدين من الخطاب الديني… فمن أجل حفظ الدين يحتاج الخطاب الديني إلى آليات النقد بلا أدنی تردد… ذلك أن الخطاب الديني السائد في مساجدنا ومجالسنا ومدارسنا لا ينمي لدينا القدرة على التفكير الحر، والمحبة الصادقة، والاحترام المتبادل، بل عكس ذلك، خطاب يراهن على تأجيج مشاعر الرهبة والترهيب من كل شيء وينمي ثقافة التسليم والطاعة والخوف….”
في هذا الكتاب دعوة إلى التخلص من مشاعر الخوف والكراهية، باعتبارها مشاعر انحطاط، والتمسك بالدين الفطري الإنساني الكامن في الضمير والوجدان، والذي يقوم على محبة الله وليس الخوف منه.